وائل عبد الفتاح
"زين ليس رجلا.."
. هذه صورة الرئيس الهارب لدى رئاسات وأجهزة استخبارات عربية، تلخّص ما حدث في تونس على أنّه «خيبة نظام لم يستطع حماية عرشه». لاعب رئيسي في السلطة المصرية يلخص أمام مسؤولين من الغرب ما حدث، وما يمكن حدوثه. فهي:
أولاً، لحظة ضعف في النظام التونسي.
ثانياً، أظهر خطاب بن علي الضعف والتراجع وشجع التظاهرات. ثالثاً، بن علي ضعيف وقليل الخبرة.
رابعاً، مصر غير تونس.
خامساً، الغاضبون مجموعة مدونين ونشطاء لا علاقة لهم بالشارع.
سادساً، الشعب في مصر لا يطلب أكثر من الخبز والمرتّب، وعندما نلبّي هذه المطالب يمكن السيطرة.
سابعاً، لا علاقة للشعب بالديموقراطية ولا بالحريات.
هذه رؤية ملخّصة لنظرية في الحكم عن «رجولة» أنظمة سياسية، تعيش على ترويض شعوب طال قهرها وقمعها، باسم شعارات كبرى وقيم خالدة ومصالح عليا، ظلّت تضيق الى حدود «دفاع الرجال عن قصورهم».
قبائل وعشائر لا دول. هذا عمق نظرة اللاعبين الرئيسيين في أنظمة ترى الحكم ترويضاً والسلطة حديداً وناراً، والخروج عنها شغب لا بد من مواجهته. وإلقاء كسرات خبز للجوعى وتلويح بأوراق مالية، تعيد الوحوش الغاضبة الى أقفاصها الأليفة.
الاستخبارات العربية، في الغالب، تتحرك باتجاه تونس، لا لكي تتعلم أو تكتسب خبرات في حكم شعوب ترى وتسمع وتشتاق الى الخروج من الأقفاص، بل لتبيع بضاعتها من الرعب والخوف وسرقة الثورة.
أنظمة لم تعد بضاعتها القديمة تصلح، ولهذا أصابتها تونس بالهواجس. وشعرت بالخوف لأنّ كلّ ما تحميه أصبح بالياً ومتضارباً ومشكوكاً فيه من الوطنية والسيادة ورفض الحماية الأجنبية وحتى العداء مع إسرائيل. هذه عدة الساحر التي تظهر أوقات الأزمات والشعور بالخطر، وتوحّد قطعان القبيلة خلف رجلها الكبير.
أوهام «رجولة» الحكم، تهاوت مع بن علي. لا لأنّه لم يحافظ على عرشه، بل لأنّه أراد أن يحرق مدينته، انتقاماً، أو مؤامرة لكي يعود حرسه. خان «رجولة» زعماء القبيلة، وهذا ما لن ينسى في التاريخ.
حرق تونس لا يهمّ استخبارات غالباً ما تفكر الآن في تدبير كل ما لا يجعل أن تقوم لتونس قائمة، أو يجعلها تشتاق الى حكم الرجال، أو الدكتاتور العادل، كما يقول حراس أيديولوجيون يدبّجون الحكم المعروفة باعتبارها الطريقة الوحيدة لحكم العرب الهمج، الذين خرجوا من التاريخ.
تونس مرعبة، تستدعي طاقات مركونة، مكبوتة، بفعل قهر أنظمة «الاستعمار الوطني». استدعاء يجعلها نقطة تحول، لا مجرد تغيير رئيس أو إزاحة نظام.
المنطقة قبل تونس ليست ما بعدها، والطاقات المتفجرة الآن تتحدى «حكم رجال القبيلة» وتريد دولاً حديثة، لا منصات حرب قضايا كبرى، مع أعداء، رغم واقعيتهم المفرطة، أصبحوا متخيلين.
ترى سلطات «الرجال» أنّ الشعوب تريد الخبز لا الديموقراطية، وترى أنّها قوية وتحمي بلادها. لكن هناك من يلعب لمصلحة الأيادي الخارجية. وهكذا تبحث القبيلة عن بطولة لكي توسع رقعتها التي تحميها وتبدو الآن ممزقة، تتجاذبها أطراف متعددة بفعل فساد، من إفراطه، تحوّل الى منهج، في إدارة الحكم، تتكون فيه عصابة، لا ترقى حتى الى مستوى المافيا.
المجال العام يشتعل من جديد، في لحظات، تتشكل فيها معادلات جديدة يبدأ زمنها من تونس.
هشاشة بن علي، كما يراها أسود القبائل العربية، تشعرهم بالخوف. لكنّه خوف المتجبرين، أو الوكلاء الذين احتكروا تصدير الخوف وبيعه في الطرقات. لكنّه الآن يدخل قصور الحكم... ولا يعرف أحد ماذا سيفعل بهم.
أولاً، لحظة ضعف في النظام التونسي.
ثانياً، أظهر خطاب بن علي الضعف والتراجع وشجع التظاهرات. ثالثاً، بن علي ضعيف وقليل الخبرة.
رابعاً، مصر غير تونس.
خامساً، الغاضبون مجموعة مدونين ونشطاء لا علاقة لهم بالشارع.
سادساً، الشعب في مصر لا يطلب أكثر من الخبز والمرتّب، وعندما نلبّي هذه المطالب يمكن السيطرة.
سابعاً، لا علاقة للشعب بالديموقراطية ولا بالحريات.
هذه رؤية ملخّصة لنظرية في الحكم عن «رجولة» أنظمة سياسية، تعيش على ترويض شعوب طال قهرها وقمعها، باسم شعارات كبرى وقيم خالدة ومصالح عليا، ظلّت تضيق الى حدود «دفاع الرجال عن قصورهم».
قبائل وعشائر لا دول. هذا عمق نظرة اللاعبين الرئيسيين في أنظمة ترى الحكم ترويضاً والسلطة حديداً وناراً، والخروج عنها شغب لا بد من مواجهته. وإلقاء كسرات خبز للجوعى وتلويح بأوراق مالية، تعيد الوحوش الغاضبة الى أقفاصها الأليفة.
الاستخبارات العربية، في الغالب، تتحرك باتجاه تونس، لا لكي تتعلم أو تكتسب خبرات في حكم شعوب ترى وتسمع وتشتاق الى الخروج من الأقفاص، بل لتبيع بضاعتها من الرعب والخوف وسرقة الثورة.
أنظمة لم تعد بضاعتها القديمة تصلح، ولهذا أصابتها تونس بالهواجس. وشعرت بالخوف لأنّ كلّ ما تحميه أصبح بالياً ومتضارباً ومشكوكاً فيه من الوطنية والسيادة ورفض الحماية الأجنبية وحتى العداء مع إسرائيل. هذه عدة الساحر التي تظهر أوقات الأزمات والشعور بالخطر، وتوحّد قطعان القبيلة خلف رجلها الكبير.
أوهام «رجولة» الحكم، تهاوت مع بن علي. لا لأنّه لم يحافظ على عرشه، بل لأنّه أراد أن يحرق مدينته، انتقاماً، أو مؤامرة لكي يعود حرسه. خان «رجولة» زعماء القبيلة، وهذا ما لن ينسى في التاريخ.
حرق تونس لا يهمّ استخبارات غالباً ما تفكر الآن في تدبير كل ما لا يجعل أن تقوم لتونس قائمة، أو يجعلها تشتاق الى حكم الرجال، أو الدكتاتور العادل، كما يقول حراس أيديولوجيون يدبّجون الحكم المعروفة باعتبارها الطريقة الوحيدة لحكم العرب الهمج، الذين خرجوا من التاريخ.
تونس مرعبة، تستدعي طاقات مركونة، مكبوتة، بفعل قهر أنظمة «الاستعمار الوطني». استدعاء يجعلها نقطة تحول، لا مجرد تغيير رئيس أو إزاحة نظام.
المنطقة قبل تونس ليست ما بعدها، والطاقات المتفجرة الآن تتحدى «حكم رجال القبيلة» وتريد دولاً حديثة، لا منصات حرب قضايا كبرى، مع أعداء، رغم واقعيتهم المفرطة، أصبحوا متخيلين.
ترى سلطات «الرجال» أنّ الشعوب تريد الخبز لا الديموقراطية، وترى أنّها قوية وتحمي بلادها. لكن هناك من يلعب لمصلحة الأيادي الخارجية. وهكذا تبحث القبيلة عن بطولة لكي توسع رقعتها التي تحميها وتبدو الآن ممزقة، تتجاذبها أطراف متعددة بفعل فساد، من إفراطه، تحوّل الى منهج، في إدارة الحكم، تتكون فيه عصابة، لا ترقى حتى الى مستوى المافيا.
المجال العام يشتعل من جديد، في لحظات، تتشكل فيها معادلات جديدة يبدأ زمنها من تونس.
هشاشة بن علي، كما يراها أسود القبائل العربية، تشعرهم بالخوف. لكنّه خوف المتجبرين، أو الوكلاء الذين احتكروا تصدير الخوف وبيعه في الطرقات. لكنّه الآن يدخل قصور الحكم... ولا يعرف أحد ماذا سيفعل بهم.
No comments:
Post a Comment