غلاف جريدة أخبار الحوادث الموجود حالياً عند بائعى الصحف دال جدا. الصورة للسيد الرئيس وهو يقبل فتاة صغيرة على خدها، وخلفه السيد حبيب العادلى يصفق مبتسماً. أما العناوين المصاحبة للصورة فأبرزها "إذا اختفي رجل الشرطة من الشوارع فستتحول إلى غابة".
هذا العنوان يلخص واحده من أهم الأساطير التى يروج لها إعلام مبارك. وهى أن رجل الشرطة يحمى المواطن ويوفر له الأمان، كما تصل هذه الأسطورة إلى قمتها بتخيل جميع المواطنين مجموعة من الغوغاء والهمل واللصوص الذين ينتظرون غياب رجل الشرطة لأكل بعضهم البعض. لذلك فهم يحذرون دائماً. إذا اختفي رجل الشرطة، واختفي قانون الطوارئ، والسيد الرئيس. فسوف تكون النتيجة زى العراق ولبنان يا مامى.
الحقيقة وما اعرفه بشكل شخصي أننى قد نشأت في قرية بجوار المنصورة تعداد سكانها أكثر من 20 ألف ولا يوجد فيها مركز شرطة او نقطة، والوجود الوحيد للشرطة حينما يزور الضابط القرية على فترات ويلقي القبض على الجالسين على القهوة في أوقات محددة لتقفيل المحاضر. وحياتى في هذه القرية مثل ملايين المصريين في آلاف القري لم تكن حياة فوضوية.
وحتى في المدن قضيت أكثر من ثمانى سنوات في مدينة السادس من أكتوبر بلا شرطة، ولم تبدأ المشاكل في الظهور إلا مع بناء مملكة ضباط الشرطة على مدخل المدينة ووضع إشارات المرور في كل زاوية ومداهمة رجل الشرطة للقهاوى والقبض على العمال الفقراء من الفيوم والصعيد لنفس السبب تقفيل المحاضر.
اختفاء مبارك ليس معناه الفوضى، وليس معناه أنت تصبح مصر نموذج مكرر من العراق.
رغم المظاهرات المستمرة حتي الآن لم نشهد أى اعتداءات على محال تجارية، وفي اعتصام 25 يناير في ميدان التحرير كان الناس ينظمون أنفسهم بشكل مبهر بداية من إعداد لجان الإعاشة والخيمة الطبية، وحتى التقاط النفايات من على الأرض. التحركات التى تحصل في مصر الآن ليست فوضى، ومصير مصر ليس الفوضى.
No comments:
Post a Comment