Wednesday, January 26, 2011

ماذا يحدث في القاهرة الآن

العالم لا يزال مليء بالمفاجأت. وما يحدث منذ يوم 25 يناير هو أكبر مفاجأة حصلت في مصر على الأقل خلال نصف قرن.

يوم 25 يناير ترك الأمن المظاهرات تتحرك من أنحاء متفرقة في القاهرة حتى تجمعت جميعها في ميدان التحرير ليخرج المشهد الذي بالتأكيد جميعنا قد رأه ومعظمنا شارك فيه. حتى تلك اللحظة كان الأمن يتحرك بهدوء ما عدا في منطقة القصر العينى حينما حاول المتظاهرون اقتحام مجلس الشعب.

تمت محاصرة المتظاهرين في ميدان التحرير منذ حوالى الساعة الرابعة عصرا، تكاثر أعداد المتظاهرون وتوقفت الحياة تماما في ميدان التحرير. بينما في شوارع وسط البلد كانت الحياة تسير بشكل عادى. المتظاهرون أنفسهم كانوا يخرجون لإحضار الطعام من مطاعم وسط البلد القريبة ويأتون ثانية إلى المتظاهرة.

في ميدان التحرير كانت جميع شبكات المحمول عاطلة عن العمل. الأمن كان يقوم بإطلاق القنابل المسيلة للدموع على فترات لتفريق المتظاهرين لكنهم كانوا يعودون ثانية حتى الساعة واحدة ليلاً حيث اقتحمت قوات الأمن بوحشية الميدان. حسب مصادر من وزارة الداخلية تم إلقاء أكثر من خمسين قنبلة غاز في أقل من خمس دقائق، واقتحم الميدان 13 ألف جندى من رجال وزارة الداخلية بمصاحبة 200 عربة مصفحة.

تم تفريق المتظاهرين في الشوارع الجانبية لتبدأ مرحلة أخرى من حرب الشوارع. رصاص مطاطى. جرحى. إصابات.

المصابون الذين كانوا يذهبون للمستشفيات كان يتم إلقاء القبض عليهم من هناك تحديداً مستشفي المنيرة.

صباح يوم 26 يناير. تجددت التجمعات والمظاهرات بنفس الهتاف "الشعب يريد إسقاط النظام". هذه المرة بدا واضحاً أن الأمن لن يسمح بتكرار مشهد ميدان التحرير مرة ثانية. ومدير أمن العاصمة "إسماعيل الشاعر" تواجد بنفسه في قلب الميدان.

النتيجة كانت كارثة، وقيادات وزارة الداخلية التى اثبتت أن معدل ذكائه أقل من الإنسان الطبيعى فقدت السيطرة على الأمور تماماً.

المتظاهرون الذين كانوا يحاولون التوجه لميدان التحرير كان يتم التصدى لهم بعنف. وهذه المرة استعانت الداخلية بأمناء الشرطة والمخبرين في ملابس مدنية بعصيان خشبية. المتظاهرون الذين كان يتم منعهم من الوصول إلي الميدان تفرقوا في الشوارع الجانبية وانطلقت المطاردات في شوارع وسط البلد.

المحلات أغلقت معظمها ومن الساعة السادسة مساء كانت وسط البلد أشباه بمدينة أشباح.

غباء الأمن جعل المتظاهرين يتفرقون إلى الحوار الجانبية، والأمن طاردهم في تلك الشوارع، النتيجة كانت تورط عشرات المواطنين وانضمهم إلى المتظاهرين.

سيناريو الأحداث في منطقة بولاق خير مثال على ذلك.

فالشرطة طاردت المتظاهرين في بولاق واطلقت قنابل الغاز على سكان المنطقة، السكان ردوا على شرطى، توسعت الاشتباكات وسقط الضحايا. أهالى بولاق اشعلوا النار في الاطارات.

قبل ساعات من الآن عبرت خلال شارع 26 يوليو في بولاق بعد سيطرة قوات الأمن على المنطقة وما شاهدته كان أكثر مشهد مرعب شاهدته طوال حياتى.

آثار إطارات السيارة المحترقة في كل مكان. أثار النار على إحدى دور السينما في المنطقة.

1 comment:

  1. "وقيادات وزارة الداخلية التى اثبتت أن معدل ذكائه أقل من الإنسان الطبيعى فقدت السيطرة على الأمور تماماً"


    الحقيقة انه المسلمة المذكورة أعلاه هى الرهان الحقيقي, لحركة الشارع المصري , و أظنها يجب أن تعتبر العامل الحاسم فى اى تطور أو نجاح مستقبلي لتحركات الشارع و ذلك في إطار عدالة العهد الجديد-المرتقب-المنصفة التى تنسب الفضل لأهله

    في أغلب محافظات مصر يوم 26 قررت القيادات اتخاذ خطوات استباقية و تطويق أى حركات مشبوهة فى المهد من خلال رصد مواعيد و أماكن التجمعات المعلن عنها ظنا منها أن تلك خطوة متقدمة , و نظرا لقصر النصر المعهود لم يستطع القائمون على ذلك تخيل أن اليوم التالى بكل بساطة و أريحية سيقوم الطرف الآخر- الشارع- بمنتهى البساطة باستيعاب الخطوة و عكس الآية و اعتناق فكر المبادرة من خلال سلسلة من الاجراءات المجربة ,ليدخل الشارع في مرحلة تطوير التحكركات العفوية بعد أقل من اربعة و عشرين ساعة على بدء تحركاته

    و مرة ثانية تجود على الأجهزة الأمنية قرائحهم بفكرة ملهمة - لم يسبقهم إليها أحد من العالمين-و هي استبدال مدافع المجارى و الصرف الصحي بمدافع المياة العادية في خطوة جد ملهمة على بشاعتها , و قبل أن يمر يوم واحد على استخدام الفكرة الملهمة تتواتر الأنباء عن انتقال الالهام بالعدوى إلى حشود الجماهير التى قيل أنها ابتكرت فى إحدى المحافظات أحدث طريقة لتعجيز قوات الأمن من خلال سكب البنزين عليهم و تهديدهم بإشعال النار فيهم فى حال عدم تراجعهم

    .........

    و بذلك يكون ذكاء الأجهزة الأمنية العظيم قد أدخل على الخط فى يوم و ليلة عوامل العنف و الانتشار و المبادرة و الابتكار ...فعاش الأذكياء ذخرا لهذا البلد

    ReplyDelete